آخر الأخبار

تفوق المدارس الإبتدائية الخاصة في مناظرة السيزيام ودقّ ناقوس الخطر …


أعلنت أمس وزارة التربية عن نتائج مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية أو كما يشاع لدى الغالبية “السيزيام” وإن كان الاسم لا يطابق المسمى الحالي.
وقد تمّ توجيه 3832 تلميذا إلى المدارس الاعدادية النموذجية الموزعة على مختلف ولايات الجمهورية من مجموع 25657 تلميذا نجحوا فى مناظرة الالتحاق بالمدارس الاعدادية النموذجية دورة 2014.
وأسفرت النتائج عن حصول التلميذ غازى العماري على اعلى معدل على مستوى الجمهورية بـ 19,10 من 20 بمدرسة ابتدائية خاصة بولاية المنستير. وتحصلت كل من مريم مسيلينى من المدرسة الابتدائية ابن خلدون بقابس وعزة غربال من مدرسة ابتدائية خاصة بولاية تونس على المرتبة الثانية وطنيا بنفس المعدل 19,05 وجاءت التلميذة نور حمدان من المدرسة الابتدائية حي الهواء الطلق ببن عروس فى الترتيب الثالث وطنيا بمعدل 19.00
يلاحظ المتأمّل في هذه النتائج حصول المدارس الابتدائية الخاصة على مرتبتين من ضمن الثلاث المراتب الأولى مقابل مرتبة وحيدة من نصيب المدارس الابتدائية العمومية، وهو ما يحيلنا إلى استفسار عن حقيقة مدارسنا العمومية التي تتكبّد المجموعة الوطنية تكاليفها والتي تضمّ أكثر من 95 بالمائة من أبنائنا التلاميذ.
لا يجب أن نمرّ مرور الكرام على هذه النتائج لأنّه إن انعكست الطبقية والفوارق المادية بين العائلات على نتائجنا الدراسية أو بالأحرى على كامل المنظومة التربوية فهنا زلزال يضرب آخر ما تبقى من مجتمعنا، فما كنّا نتباهى به أمام باقي الأقطار العربية وحتّى أمام الغرب من نظام تعليمي راق وعادل بين الغني والفقير على حدّ السواء، ها هو اليوم يفقد آخر صروحه وهو المدرسة العمومية التي يلجأ إليها جلّ التلاميذ.
ألم يعد محدود الدخل أو حتى المتوسّط منه قادرا في يوم ما على رؤية ابنه طبيبا أو مهندسا أو قاضيا … ؟؟ ألا يحق لهذه الفئات كما كان سابقا بالشعور بفرحة النجاح الدراسي ؟؟؟
يدقّ ناقوس الخطر إذن علّه يفيق أهل القرار بوزارة التربية من سباتهم ويعيدوا للمدرسة العمومية قيمتها وهيبتها من خلال الإسراع بإصلاح جذري للمنظومة التربوية مرفوق بإصلاح هيكلي للمؤسسات التعليمية العمومية يشمل البنية 
التحتية إضافة إلى ظروف العمل والدراسة المتباينة بين الخاصّ والعمومي من جهة وبين الجهات من جهة أخرى.


منقول

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.