آخر الأخبار

من منا الحمار الوزير أم المعلم

في هذا اليوم المحرق الذي تجاوزت فيه درجة الحرارة الأربعين في الظل ينزل سيادة الوزير من السيارة المكيفة بعد أن يفتح له السائق بابها فتواجه موجة الشهيلي يسرع مهرولا إلى مكتبه المكيف و يرتمي على كرسيه المريح فتستقبله السكريتيرة بكوب من الشاي المنعنع وقارورة ماء مثلجة يضع يديه على بعض الملفات المفتوحة ثم يغلقها فالطقس حار ليس مناسبا للعمل.
يفتح جهاز الكمبيوتر ويتذكر إضراب المعلمين لليوم الغد فيقول في نفسه : ماذا يريد هؤلاء الأوباش ؟
يتذكر أن غدا عليه أن يرافق زوجته إلى مركز التجميل لأن سائقه الخاص يكون مشغولا في توصيل الأولاد إلى الجامعة ويسأل لماذا لا يتمتع الوزير بسائقين عوض عن سائق واحد لكي يقوم بمهامه على أحسن وجه فيسب المعلم ويلعنه على اختياره لهذا اليوم بالذات يوم إضراب يوم ذهاب زوجته إلى مركز التجميل.
ينظر إلى ساعة فيجدها تجاوزت منتصف النهار يخرج مسرعا ويمتطي السيارة في الطريق شقّ أمامه كهل تجاوز الخمسين في يده محفظة قديمة شدّ السائق الفرامل نظر الوزير إلى السائق قائلا
- من هذا الحمار الذي يشق الطريق على هذا النحو؟
- إنه المعلم يا سيدي ذاهب إلى مركزعمله في هذا الطقس المحرق ليجد نفسه في قاعة تآكلت جدرانها من النشع وهويدرس قرابة 30 طفلا يخرجون في وقت الظهيرة روائح نتنة من بطونهم وآباطهم وأحذيتهم وأفواههم وعليه وفي هذا الطقس أن يقدم درسه و يكتب على السبورة ويصلح الكراسات و يراقب أعمال التلاميذ .هذا هوالحمار يا سيدي الذي علمك أول حرف كتبته والآن يتقاضى راتب لا يتجاوز قيمة وصل البنزين الذي تتمتع به في كل شهر.
- طأطأ الوزير رأسه كالحمار وتيقن أن هذا الكهل هو في الحقيقة سيده.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.